اخر تحديث
الخميس-18/07/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ الإنسان والظروف : يصنعها أم تصنعه .. أم يتفاعلان ، ويتبادلان الصناعة ؟
الإنسان والظروف : يصنعها أم تصنعه .. أم يتفاعلان ، ويتبادلان الصناعة ؟
24.08.2020
عبدالله عيسى السلامة
العلاقة ، بين الإنسان والظروف ، علاقة تبادلية ، كلّ منهما يصنع الآخر، أو يسهم في صناعته ، أو يؤثّر فيه، تأثيراً قويّاً أو ضعيفاً، بحسب قوّة الإنسان المادّية والمعنوية، وبحسب قوّة الظروف ، بين : عادية ، وصعبة ، وقاهرة !
في الحديث الشريف : مامن مولود ، إلاّ يولد على الفطرة ، فأبواه يهوّدناه ، أو ينصّرانه ، أو يمجّسانه ، وذلك ؛ لأن المولود ضعيف ، عاجز عن اختيار ديانته ، في طفولته !
قيل ، لأحد القادة الفاتحين الكبار: لن تستطيع فتح المدينة الفلانية ، لأن دونَها جبالاً شاهقة ، تحول بينك وبين احتلالها ! فقال ، متحدّياً : إذن ، يجب أن تزول الجبال !
وإذا كان ، في كلامه هذا ، اغترار بالقوّة ، فإنه يدلّ على علوّ الهمّة ، لديه ! فوجود الجبال ، يُعَدّ ظرفاً صعباً له ، يجعل مهمّته شديدة الصعوبة ! لكنّ همّته العالية ، تحدّت ذلك الظرف ، وبها صمّم على بلوغ هدفه !
بعد وفاة النبيّ ، وردّة كثير من القبائل العربية ، عن الإسلام ، طلب الخليفة أبو بكر الصدّيق ، تجهيز الجيوش ، لمحاربة المرتدّين ، فخالفه أكثر الصحابة ، ومنهم عمر ابن الخطاب ، قائلين : كيف تقاتل قوماً ، يشهدون أن لا إله إلا الله ، وأن محمّدا رسول الله ، وهم مامنعوا إلاّ الزكاة ؟ فقال ، بعزم وتصميم : إنّ الزكاة حقّ المال، والله لأقاتلنّ ، مَن فرّق بين الصلاة والزكاة ! وصرّح بأنه سيقاتلهم، لو مَنعوه عقالَ بعير، ولو كان وحدَه! ثمّ شرحَ الله صدور الصحابة، للاقتناع بموقفه، فحارب المرتدّين، ونصره الله عليهم!
سئل الخليفة عليّ بن أبي طالب : لمَ انقاد الناس ، للخليفتين أبي بكر وعمر، وتمرّدوا عليه ؟ فأجاب السائلَ : حين كان أبو بكر وعمر خليفتين ، كنا نحن الرعيّة ، وحين صرتُ أنا خليفة ، صرتم أنتم الرعيّة ! وهو، هنا ، يتحدّث عن الظروف ، التي واكبت خلافته ، وأحاطت بها !
عمر بن عبد العزيز، تولّى الخلافة ، في ظروف شديدة الصعوبة ، بالنسبة لِما أراده، من عدل بين الناس ! فكان أمراء بني أميّة ، مِن حوله ، معارضين له ، ورافضين لِما أراد فعله ، من إجراءات العدالة ! لكنّ تصميمه الشديد ، على تحقيق العدل ، أخضع الأمراء ، مِن حوله ، فصنع ظروفا جديدة ، في الدولة ، صارت عدالتُه فيها، مَضرب الأمثال ، لِمَن بَعده ، إلى يوم القيامة !